بسم الله الرحمن الرحيم

دورة

حل المشكلات الإدارية المحلية

د. السيد عبد المطلب أحمد غانم

حل المشكلة عملية ذات تتابع منطقى، فتبدأ بتحديد المشكلة، ثم التحليل للكشف عن السبب، وتنتهى بصنع القرار، والمادة الخام هى المعلومات، فعلى المدير أن يتعامل مع المعلومات ـ معلومات عن العالم المحيط به، عن منظمته وأقسامها، عن القسم المسئول عنه، عن الناس والأشياء والظروف، عليه أن يعرف ماذا لديه من معلومات عن أى مشكلة، وما لا يتوافر لديه من معلومات وكيف يصل إليها ويحصل عليها، وكيف يوظف كل المعلومات فى حل المشكلة.

حل المشكلة وصنع القرار

وما يحتاجه المدير هو مفاهيم جيدة التعريف ونظام لمعالجة المعلومات، وقد قدم [Kepner & Tregoe, 1965] أحد النماذج فى مجموعتين من الخطوات والمفاهيم، تتعلق الأولى بتحليل المشكلة والثانية بصنع القرار، والأولى سبع خطوات بسبعة مفاهيم:

1. لدى محلل المشكلة مستوى متوقع للأداء، مستوى "يجب أن يكون" يقارن الأداء الفعلى به ... فالفعل الأول المطلوب فى تحليل المشكلة هو أن يدرك المدير مناطق المشكلة، فيمسح الموقف الذى هو مسئول عنه ويقارن ما يجرى بما يعتقد أنه يجب أن يحدث.

2. المشكلة انحراف عن المستوى المعيارى للأداء ... وعلى المدير عادة أن يختار مشكلة واحدة من المشكلات العديدة التى يواجهها ليتعامل معها بناء على وضع أولويات للإلحاح والخطورة واحتمال النمو.

3. ولابد أن يحدد الانحراف عن المستوى المعيارى بدقة، وأن يحدد موضعه وأن يوصف بدقة ... ولضمان الدقة، يحدد محلل المشكلة ما هى المشكلة بوصفها بدقة بالغة فى أبعاد أربعة: هويتها، موضعها، زمنها، ومداها، ويصف أيضاً ما لا تتضمنه المشكلة، فيرسم حدوداً لها ليميز منطقتها بدقة.

4. يوجد عادة شىء ما يميز ما يتأثر بالسبب وما لا يتأثر به ... وللكشف عن تلك التمايزات يحلل المدير تحديد المشكلة مقارناً خصائص ما تأثر وخصائص ما لم يتأثر، ويبحث عما يفصل ما تأثر عما لم يتأثر.

5. سبب المشكلة دائماً تغير حدث خلال ملمح أو ميكانيزم أو ظرف ما متميز أنتج أثراً جديداً غير مطلوب، فالتغيرات المرتبطة بمناطق متميزة للانحراف هى المرتبطة وما يجب فحصه ... فلينظر المدير مدققاً فى كل تمايز حدده فى توصيف المشكلة.

6. تستنبط الأسباب الممكنة للانحراف من التغيرات المرتبطة التى كشف عنها تحليل المشكلة ...

7. السبب الأكثر احتمالاً للانحراف هو الذى يفسر بدقة كل الوقائع الموجودة فى توصيف المشكلة..." [Ibid.: 44 – 46].

ويوفر تحليل المشكلة تفسيراً يمكن إثباته لأن الحدث (السبب) وقع بالفعل، ويوفر صنع القرار إجابات لا يمكن التأكد من صحتها لأن الأفعال ستحدث فى المستقبل وهى غير يقينية، ولكن على صانع القرار أن يختار فعلاً أو آخر، فإذا حدد وأثبت سبب المشكلة فسيكون متأكداً من أن ما اتخذه سيعالج المشكلة المحددة إما مؤقتاً أو إلى الأبد، ويتم صنع القرار طبقاً للمفاهيم التالية:

1. لابد من وضع غايات القرار أولاً، ما الذى يحاول المدير إنجازه؟ ما هو العمل الذى يجب أن يتم؟ ...

2. تصنف الغايات طبقاً لأهميتها، [فيميز بين "ما يلزم"، وهو متطلب لا يمكن المساومة عليه، و"ما هو مطلوب"، وهو ليس متطلباً فهو رغبة مفتوحة للمساومة ولكنها تسمح بأفضل أداء ممكن، فتصنف طبقاً لمعيار ما] ـ مضاف.

3. تنمى أفعال بديلة، فهناك طرق عديدة لأداء أى عمل محدد، والبدائل دائماً متاحة وبعضها أرخص أو أفضل من البعض ... .

4. تقوم البدائل على أساس الغايات الموضوعة، فيقدر ما إذا كان كل بديل يفى بكل "متطلب"، وإلى أى مدى بالنسبة للبدائل الأخرى يحقق "الغايات" ...

5. يمثل اختيار البديل الأقدر على تحقيق كل الغايات القرار الأولى، فأفضل بديل يفى بكل المتطلبات "اللازمة" ويحقق أكبر ما يمكن مما هو مطلوب مع أقل المساوئ، فهو البديل الذى يؤدى كل العمل أفضل أداء، وقد يستدعى الاختيار توليفة من البدائل ... .

6. يستكشف ما للقرار من عواقب سلبية ممكنة فى المستقبل، والعاقبة السلبية مشكلة مستقبلية تنتج من الفعل الذى اتخذ، فتقدر هذه التهديدات من حيث خطورتها واحتمالها ... فإذا وجد أنها ضخمة لزم قرار آخر.

7. يتم ضبط آثار القرار النهائى باتخاذ إجراءات أخرى تحول دون تحول العواقب السلبية الممكنة إلى مشكلات، وبضمان تنفيذ ما قرر من أفعال ..." [Ibid.: 48 – 50].

حل المشكلة الخلاق

ويختلف تعريف المشكلة والقرار فى هذا السياق عنه فى اقتراب "حل المشكلة الخلاق" creative، فالمشكلة هنا دائماً انحراف عن مستوى ما أو قاعدة ما للأداء المرغوب فيه، والقرار دائماً اختيار بين طرق مختلفة لإنجاز غاية محددة أو عمل شىء محدد، بينما "حل المشكلة الخلاق" ليس حلاً لمشكلة على الإطلاق، فهو أسلوب لتوليد أفعال بديلة، فهدفه تحقيق العديد من "الحلول" الجديدة للمشكلة على أمل أن يجدى أحدها، وقد يؤدى أحياناً إلى مخرج جديد من المشكلة، ولكنه لا يقود إلى فهم دقيق لما هو خطأ، وكيف وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وما هى أفضل طريقة اقتصادياً لعلاج الخلل.

وليس تحديد المشكلة الصحيحة عملاً بسيطاً يعتمد على ما يبدو للوهلة الأولى أنه الأسوأ، "فعلى المدير أن يعرف ما هى مستويات الأداء التى يتبعها، وما يحدث فعلاً فى قسمه، وأن يدرك متى توجد المشكلة، وأن يحدد بوضوح ما هى المشكلات التى يريد علاجها، ثم يختار أكثر المشكلات أهمية للتعامل معها"، ويعنى تعريفنا للمشكلة أن جهة ما قد حددت "ما يجب أن يكون" من سلوك أو أداء، وقد يكون المستوى محدداً جداً مثل عدد من وحدات الإنتاج، وقد يكون غير ملموس مثل طريقة معينة للتصرف، ويرتبط "المستوى" أو "ما يجب" فى الإدارة عادة بالنشاط الذى خططه المدير أو يعرفه، ولذلك لابد أن يعلم المدير مستوى ونوع الأداء المتوقع، وأن تكون العلاقة بين الأخير والغايات واضحة، "فـ "ما يجب" هو المستوى المتوقع للأداء الذى يجب أن يتحقق متى تحققت غايات المنظمة، وليس ببساطة مستوى مبنياً على الخبرة الماضية، ولا الأداء "المألوف" أو "الاعتيادى" الذى يمكن إسقاطه إحصائياً مما حدث فى الماضى، فـ "ما يجب" يمثل الخبرة الماضية بالإضافة إلى شىء يريد المدير إضافته إليها لتحسين الأداء، فالمدير الجيد يقوم بشىء أفضل من تحطيم رقم أداء العام الماضى إذا أراد الاستمرار فى الإدارة، فليشتق مستويات أدائه من الغايات التى وضعها هو والمنظمة". وتظهر الفجوة بين الأداء المتوقع والأداء الفعلى إذا قارن الأخير بالأول، وتمثل هذه الفجوة موجبة أو سلبية انحرافاً، ومعنى أنه موجب أن الأداء الفعلى أعلى من المتوقع، وعلى المدير هنا أن يعرف لماذا حتى يتمكن من مضاعفة الإنتاج فى المستقبل، والانحراف عادة سلبى، أى الفعلى أقل من المتوقع، وهناك قدر منه تتحمله المنظمة وإن زاد عنه يصبح مشكلة، ويسمى "انحرافاً غير مرغوب فيه"، وإذا لم يهتم المدير به لن يكون مشكلة بالنسبة للإدارة، ويظهر هذا الموقف حينما تتعدد الجهات التى تضع "المستويات" دونما تعاون حقيقى بينها ـ نجد فى القطاع العام مثلاً: الوزارة، مجلس القطاع، المؤسسة، الشركة، المصنع، المدير، فبأى مستويات يلتزم المدير؟

فإذا أدرك المدير واهتم فإنه يمسح الموقف ليحدد ما يعتبره خطأ يجب تصحيحه، ويراجع بسرعة كل المشكلات التى حددها على أساس ما يعرفه عنها، فيجمع بعضها فى مجموعات ويعزل أحياناً البعض عن البعض الآخر، فإذا كان لمجموعة منها نفس السبب جمعت مع بعضها تحت عنوان واحد، وإن اختلف السبب عزلت، وقد يجد المدير أن المشكلات متداخلة فى سلسلة سبب ونتيجة، فسبب مشكلة ما هو نتيجة (مشكلة) لها سبب آخر، وهلم جرا، فإذا حدد ما يجب علاجه من مشكلات يختار منها ما يتعامل معه على أساس أولويات يضعها، فيسأل: إلى أى حد الانحراف ملمح؟ ما مدى خطورته؟ ما احتمالات نموه فى المستقبل؟ وفى الإجابة عن الأول قد يثير المدير أسئلة مثل: إلى أى حد ضغط الوقت فيصلى؟ ما الوقت المتاح للوصول إلى قرار؟ هل المشكلة منطقة ملتهبة لا يمكن تجاهلها؟ هل يجدى العلاج المؤقت أو البديل المؤقت فى كسب الوقت للتحليل؟ وبأى تكلفة؟ وعن الخطورة قد يتساءل: ما هى آثار ترك المشكلة لمدة طويلة دون علاج؟ ما أثر المشكلة على الناس الآخرين؟ على الموارد؟ على الأقسام الأخرى؟ على الأمان؟ هل ستولد المشكلة مشكلات أخرى فى المستقبل؟ ما هى عواقب عدم إعطاء المشكلة أولوية عالية؟ وقد يتساءل المدير بالنسبة لمستقبل المشكلة: هل ستسوء المشكلة أكثر؟ هل ستحل من تلقاء نفسها وتختفى بسرعة؟ ما وضعها فى المستقبل؟ ولا يجب أن يعتبر المدير أولوياته ثابتة وغير قابلة للتغيير، فقد يصل إلى معلومات عن مشكلات أخرى توضح أنها أكثر أهمية، وقد يصل إلى طريق مسدود فى التعامل مع المشكلات ذات الأولوية، ولا يعنى هذا التذبذب بين المشكلات؛ فطرقة هنا وأخرى هناك، فنتيجة التذبذب عدم الكفاءة والفوضى، وإنما يعنى أن التحول لا يتم إلا لسبب جيد.

"التوصيف الدقيق للمشكلة نصف حلها" لا أحد يفند هذا، وليس التوصيف جمعاً أعمى "لكل الوقائع"، فهو بحث واع وانتقائى عن أنواع معينة من الوقائع التى ترسم حدوداً للمشكلة؛ إطار يضم كل ما هو مرتبط وهام ويبعد ما هو غير مرتبط وكل زائف؛ فيتضح منه سبب المشكلة وما نختبر به هذا السبب أو ذاك، فيأتى البحث عن السبب بعد الوصف الدقيق الذى نقصى عنه الفروض بجدية، وإذا استخدمناها فى غياب المعلومات الوقائعية تظل فروضاً ونعزلها عن التوصيف، وليضع كل مدير نموذج التوصيف الذى يناسب منظمته، ويمكن استخدام النموذج التالى الذى يتطلب الإجابة على أربعة أسئلة:

"1. ما هو الانحراف وما الشىء الذى لوحظ فيه؟

2. أين يوجد الانحراف فى الشىء وأين لوحظت الأشياء التى بها انحراف؟

3. متى ظهر الانحراف فى الشىء ومتى شوهدت الأشياء التى بها انحراف؟

4. ما حجم الانحرافات وما عدد الأشياء التى بها انحراف؟" [Ibid.: 76].

الانحراف

 

التوصيف:

هو

ليس هو

المتميز

فى هو

أى تغير

فى هذا

ماذا

التوصيف الشىء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أين:

فى الشىء لوحظ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المدى:

قدرة عدد المرات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأسباب المحتملة للاختبار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد وصف وتحديد الانحراف يمكن أن يبدأ المدير فى تحليل التوصيف بحثاً عن مفاتيح لمعرفة سبب المشكلة، ويتم هذا على مرحلتين: الأولى البحث عن الخصائص المميزة لـ "هو" ولا تميز "ليس هو" فى التوصيف، والثانية البحث عن التغيرات فى مناطق التميز، والكشف عن التمايزات عمل شاق لأننا تعلمنا التفكير باصطلاحات أوجه الشبه ووضع المتشابهات مع بعضها، وهنا نفعل العكس، فنبحث عما يفصل الأشياء؛ ما يجعلها غير متشابهة؛ فنفكر باصطلاحات الاختلافات، فيتساءل المدير: "ما الذى يميز هذه الواقعة أو مجموعة الوقائع عما سواها؟ إلى أى حد "هو" متميز عن "ليس هو"؟" ويتساءل بالنسبة للتغيرات: "ما الجديد أو المختلف، ما الذى تغير فيما هو متميز فى الموقف؟" وكلما كانت التناقضات فى التوصيف حادة قل عدد التمايزات الموجودة وأدركت التغيرات أسرع، والمقصود بالتناقض هو ما بين المشكلة "هى" والمشكلة "ليست هى"، فإذا لم يوجد تمايز فإن التوصيف غير دقيق أو غير كاف، وإذا وجد تمايز فلابد أن يثبت وجوده لا مجرد أن نفترض وجوده؛ أى لابد أن يكون تمايزاً معروفاً، وغالباً ما يعقد المشكلة عنصر الوقت؛ فتمايزات الزمن فيصلية، فقد تستر الفجوة الزمنية بين التغير وإدراكه مفاتيح العلاقة بين السبب والمشكلة، وقد يحتاج التغير إلى وقت ليظهر أثره، وعندما يعمق التوصيف وتفشل التمايزات فى الكشف عن تغيرات معروفة يلزم تصور التغيرات، ولكن يجب التثبت منها متى أمكن، فليسأل المدير: "هل حدث هذا التغير فى الواقع؟" وعلى أساس الإجابة يصبح التناقض بين "هو" و"ليس هو" تفسيراً معروفاً، ولكن لابد من إثباته، "هل هذا العامل المميز موجود حقاً؟" فالإجابة تجعل التمايز إما معروفاً أو مهجوراً، إلا أنه لا ينبغى تصور التمايزات والتغيرات فى نفس الوقت، فإذا حدث فكل الأمر ظن وتخمين، والأصل أن نحدد تغيراً معروفاً فى تميز معروف من تحليل "هو" و"ليس هو"، فإذا لم يقد هذا إلى سبب ممكن جيد، فقد نجد بالربط بين التغير وتميز آخر فى جزء آخر من التوصيف سبباً يعد شرطاً ضرورياً لأن يحدث التغيير أثره، بعد أن يثبت عدم جدوى هذا ننصح بالتصور حول التمايزات والتغيرات.

سبب أى مشكلة دائماً تغير له آثار محدودة تحدث فى أماكن (أشياء) معينة دون أخرى، ويقتصر ذلك التغير على مناطق تميز أو يحدث فى ملامح أو عوامل تميز المشكلة "هى"، وللكشف عن هذا التغير يقتصر الفحص على التغيرات الموجودة فى التمايزات فى التوصيف، ويصاغ السبب المحتمل فى عبارة اشتراطية قابلة للاختبار كأن يقول المدير "أعتقد أن هذا التغير أنتج هذه المشكلة"، ويقصر هذا التقرير على التغيرات التى يعرفها أو يشك أنها حدثت فى أو مصاحبة للتميز الذى وجده فى "هى" فى التوصيف، وكلما كانت العبارة أكثر تحديداً سهل اختبار صدقها، فالعبارة كالفرض تختبر بوقائع التوصيف دون استثناءات أو فروض (مسلمات)، وأحياناً يأتى التغير طفيفاً أو تدريجياً فلا يلاحظه أحد، فكثيراً ما ينظر إلى تحسين المنتج على أنه "لا تغيير"، وأحياناً يدمر دليل التغيير أو يختلط بالمشكلة؛ كما يحدث فى سقوط الطائرة، وفى هذه الحالات يتم تصور التغير الذى حدث؛ فيقول المدير: "أعتقد أن الشرط س قد تغير" وقد تمده خبرته وسداد حكمه بدليل على أن هذا صحيح، ولا يجب تجاهل مثل هذا التصور، فإذا تساءل المدير: "ما الذى جعلنى أعتقد أن الشرط س قد تغير" فقد يجد أنه أمسك بتميز لم يدرك، فيختبر تصوره بوقائع التوصيف.

صنع القرار هو المهمة الأساسية والأكثر صعوبة للمدير، ومن القرارات التى يصنعها ما لا يتعلق بمشكلات، مثل تقرير مستويات معيارية جديدة للأداء، أو هدف جديد أو توجه جديد لتشغيل المنظمة، ومثل هذا فى غاية الأهمية لكنه نادر الحدوث، والعادى أن يصنع المدير قرارات متعلقة بمشكلات آنية أو غير ذلك، والقرار كما ذكرنا اختيار بين طرق عديدة لعمل شىء معين أو إنجاز غاية، وفى معظم الأحيان يأتى القرار توفيقاً بين ما يريده المدير من الناحية المثالية وما يمكنه عمله فى الواقع، وتظل مسئولية المدير اختيار الفعل الذى ينجز معظم ما يراد إنجازه بأقل تكلفة ومع أقل مساوئ؛ فكيف يفعل المدير هذا؟ تتضمن القرارات التى يصنعها فى التشغيل اليومى خيارات بسيطة جداً ومعلومات قليلة نسبياً، فهو يعرف الغايات ويقدر أهمية كل منها ويقوم طرق تحقيقها فى لحظة أو لحظات دون كتابة كلمة على ورق، وعندما يواجه قراراً ضخماً يتعقد الموقف فيتعامل مع كمية ضخمة من المعلومات المعقدة التى لا يمكن لأحد حملها كلها فى رأسه، وتتداخل الخبرة والمعرفة والبداهة والأحكام الذاتية، فما هى الأفعال التى قد يختارها المدير فى معالجة المشكلة؟ نهتم الآن بالفعل المؤقت interim action، والتأقلمى adaptive، والتصحيحى corrective، فإذا لم يدرك المدير الفوارق بينها من المحتمل أن يواجه المتاعب، ويخلط كثير من المديرين بين العمل المؤقت والعمل التصحيحى فيقولون بثقة: "حسناً، لقد فعلنا شيئاً واختفت المشكلة ولن تزعجنا ثانية"، وبعد فترة تظهر ثانية أسوأ مما كانت فى الحالة الأولى؛ بعد أن أضاعوا الوقت وبددوا الموارد وشوشوا الموضوع.

والفعل المؤقت أول فعل يتخذ قبل معرفة سبب المشكلة وقبل أن يصبح الفعل التصحيحى ممكناً، ويتخذه المدير عندما يتحتم عمل شىء لضمان استمرار التشغيل والعمل ولكسب الوقت لاستكمال توصيف المشكلة وتحليلها للكشف عن السبب، وقد تكون تكلفته باهظة لكن لابد منه إذا كانت المشكلة خطيرة، ويتخذ المدير الفعل التأقلمى عندما بعد أن يحدد سبب المشكلة ولكنه يجد أنه لا يستطيع عمل شىء للقضاء على السبب أو يقرر أن الفعل التصحيحى غير مجدى، فيمكنه الفعل التأقلمى من التعايش مع آثار المشكلة وتقليلها إلى أدنى حد ممكن، وهو فى بعض الحالات اقتصادى أكثر من الفعل التصحيحى، وقد يكون الشىء الوحيد الذى يستطيع عمله عندما يقع السبب خارج منطقة نفوذه أو ضبطه، ويقضى الفعل التصحيحى على الانحراف بالقضاء على سبب المشكلة، وهو أكفأ فعل كقاعدة عامة، ولكنه ممكن عندما يكون السبب معروفاً، وفى بعض الحالات لابد من تعاقب الفعلين المؤقت والتصحيحى، وفى ظل الكوارث الطبيعية يستحيل كل شىء إلا التأقلم.

ولقد عالجنا صنع القرار الإدارى فى موضع آخر، ويكفى الآن بعض الملاحظات على المفاهيم التى ذكرناها هنا، ونبدأ بوضع الغايات، فهو أهم خطوة، لكن غالباً ما تحذف أو تتم بطريقة مصطنعة، وكثيراً ما توضع فى عبارة عامة مثل "تحقيق ربح أكثر"؛ فهذه غاية غامضة لا يمكن التعويل عليها كمستوى للمقارنة فى الاختيار بين البدائل، ولابد من تحديد الغاية: أى نوع من الربح؟ كم؟ متى وأين؟ فيجب أن تصف مجموعة الغايات الهدف بدقة وتحدده زماناً ومكاناً وعدداً؛ فتصبح الغاية السابقة مثلاً "زيادة الأرباح بنسبة 10% بعد خصم الضرائب فى هذه السنة المالية"، وبذلك توفر مستوى للمقارنة يقرر كم وكيف يحسب وفى أى فترة زمنية، ومن ثم يمكن تحديد أن الفعل المقترح سيحقق أو لن يحقق عائداً معيناً أو مدى اقترابه من، وارتباطه بالهدف، ويشتق المدير الغايات من: النتائج التى يتوقعها من القرار والموارد المتاحة لتنفيذ القرار، فيتساءل بالنسبة للنتائج المتوقعة: ماذا ينجز؟ ما المشكلات التى نحاول حلها؟ أى مواقف نريد تحسينها؟ إلى أين نريد الذهاب؟ أى عوائد نبغيها من جهدنا؟ ما هى الوظائف التى تنجز لتحقيق ذلك؟ ما هى أنواع الأشياء التى يجب تحاشيها إذا أمكن؟ ما أنواع النتائج التى نريد تحقيقها؟ وبالنسبة للموارد يستكشف: العنصر البشرى (عدداً ومهارات) والمال (رأس المال والميزانية والنفقات) والمواد (تسهيلات ومعدات ومكان) والوقت (المدى القصير والمدى الطويل) والقوى (الطاقة والنقل والسلطة)، ويتساءل: ما هى حدود الموارد التى لا أتخطاها؟ ما المتاح؟ ماذا يجب أن نحفظ؟ ماذا يجب أن يستخدم؟ ما استخدامات الموارد يجب تقليلها؟ وما الاستخدامات التى يجب أن تعظم؟

وتتفاوت الغايات التى يضعها المدير فى الأهمية؛ فبعضها لابد منه أى يضع القيود التى لا يمكن أن يخرقها أى بديل، وبعضها مهم جداً لكنه ليس إلزاماً (متطلباً)، وبعضها من الجميل إنجازه لكنه لن يؤثر كثيراً على الموقف، وينبغى وضع الحدود القصوى والدنيا للموارد الحيوية والنتائج المطلوبة، وتساعد هذه المتطلبات المدير على إدراك وفحص البدائل غير الممكنة، ولا يضع "ما هو مطلوب" حدوداً مطلقة وإنما يعبر عن الرغبة النسبية فيه، فقد يريد المدير مثلاً أن ينفق من موارده أقل من الحد الأقصى الذى وضعه، وقد يريد تحقيق نتائج وعوائد أكثر مما تحدد المتطلبات الدنيا، وقد يريد تحاشى الورطات القانونية، وتتعلق الغايات المطلوبة (يريدها المدير) بالمزايا والمساوئ النسبية، ويمكن هذا التمييز المدير من تحاشى بعض الأخطاء مثل اختيار بديل ويكتشف فيما بعد أنه غير مرضى، لأنه نسى متطلباً أساسياً.

شكل (1) الغايات المرتبطة بنجاح القرار

وسيجد صانع القرار أن بعض الغايات المطلوبة أكثر أهمية وحيوية من الأخرى، ولذلك عليه أن يعمق حكمه بالنسبة لدرجة الأهمية النسبية لكل منها، والخطوة الأولى فى عملية الوزن تحديد مواضع نسبية للغايات بالنسبة لبعضها البعض، فيمكن أن يبدأ بتحديد الأقل أهمية وترتيب الغايات الأخرى على ضوئها، أو يستخدم مقياساً رقمياً مباشراً ـ مثلاً من 1 إلى 10 ـ ثم تعطى كل غاية وزناً عليه، وفى كلتا الحالتين يعتمد المدير على خبرته وخبرات الآخرين.

وتصبح مجموعة الغايات "المتطلبات" و"المطلوبة" مجموعة توصيفات ينمى المدير منها المسارات البديلة للفعل، فكل غاية تقرير لوظيفة يجب أداؤها أو ستتم فى مسار الفعل، وهى أبعاد ومتطلبات وضع البدائل، فيفحص المدير كل غاية على حدة متسائلاً: ما هى الأشياء التى تتضمنها، وما هى الأفعال المختلفة التى توفر هذا المتطلب ؟ ماذا أعرف عن هذا، أو ما هى الوسائل التى استخدمها آخرون لتحقيق حاجة مشابهة؟ ويضع كل هذا معاً كمجموعة من أفضل الطرق التى يعرفها للوفاء بالغايات فرادى، ثم يدمجها كمسار كلى (أو بديل) مجدى، وقد تكون البدائل جاهزة كأن يكون الحصول على معدة رأسمالية توجد منها نماذج عديدة، وقد يبتكر البديل مثل إقامة منظمة جديدة أو قسم جديد أو إنتاج منتج جديد.

ويقوم كل بديل باختباره بالغايات فتقاس درجة تحقيقه للغايات، فيهتم المدير بالأداء، فيأخذ كل بديل ويقيسه بالنسبة لكل غاية من "المتطلبات" و"ما هو مطلوب" على حدة، فيقدر أولاً تحقيقه للغايات "المتطلبات" فإذا وجد أنه لا يحقق ما هو مطلوب يستبعد مباشرة، أما إذا كان سيحققها فيقدر ما إذا كان سيحقق الغايات "المطلوبة"، وبالنسبة للغايات "المتطلبات" تقاس درجة تخطى البديل الحد الأدنى، ويفضل الأكبر درجة شريطة اجتياز الاختبار بالنسبة للغايات "المطلوبة"، حيث ترتب البدائل أو تأخذ درجات تبعاً لتحقيقه كل غاية على حدة، ثم توزن الرتب أو الدرجات بالأهمية النسبية لكل غاية، ويمثل حاصل الجمع لكل بديل مركزه النسبى بين البدائل.

والبديل الأعلى درجة هو أفضل البدائل؛ فيختار كقرار أولى شريطة أن يحقق أفضل النتائج بأقل التكاليف، ولكنه قد لا يكون أكمل اختيار فقد يكون الأقل سوءاً، وقد يكون الوسط بين "الجودة" و"الرداءة"، وفى الواقع يوجد أكثر من بديل فى مكانة "الأفضل"، فعلى المدير أن يتصور ما يحدث عندما يشغل القرار الأولى، فيدرس آثاره على الأشياء الأخرى وأثر الأحداث الأخرى عليه، فعليه أن يسأل: إذا ما عملنا هذا ماذا سيحدث نتيجة له؟ وماذا يحدث خطأ؟ فهو يبحث عن المشكلات محاولاً الكشف عن النقائص والانهيارات الكامنة التى لم تجذب نظره قبل فهى مستترة وغامضة، وتقع على خطوط التماس بين المسار المقترح للفعل والأنشطة الأخرى التى تتم فى المنظمة، ومن الأماكن التى قد يبحث فيها عن المشكلات ما يلى:

- الناس: الدوافع والاتجاهات، المهارات والقدرات، الأداء والإنتاجية، التنمية والنمو، الصحة والأمان،

- المنظمة: العلاقات بين الوحدات والوظائف والأشخاص، الاتصالات، المسئولية والتفويض، التنظيم الرسمى وغير الرسمى، التنسيق،

- المؤثرات الخارجية: الاتجاهات الاقتصادية، المنافسة، صورة المنظمة، القانون والحكومة،

- التسهيلات والمعدات: الحيز المكانى، المرونة والتأقلم، الموطن، التوافق،

- الأفكار والعمليات: الأمن والتملك، التأقلم،

- المواد: المصادر ودرجة إتاحتها، النوعية، التعامل معها وتخزينها،

- النقود: رأس المال الثابت، النفقات والتكاليف، العائد،

- المخرج: النوعية، الكمية، السرعة والتوقيت،

- الشخصية: الأهداف والخطط، الأسرة، نقاط القوة والضعف، المصالح.

ولا تتساوى العواقب فى تهديدها للقرار، فبعضها أخطر من البعض الآخر إذا حدث فى الواقع، وبعضها حيوى لحظة الفعل بينما بعضها يضر بها ضرراً خفيفاً، ولذلك لابد من وزنها باصطلاحات الخطورة والأثر، ولابد من معرفة احتمال حدوث كل منها، فإذا تساوت عاقبتان فى الخطورة والأثر فإن أكثرها احتمالاً أعظم تهديداً للفعل، ولذلك يجب وزن الخطورة والأثر باحتمال الحدوث، ولذا قد يجد المدير أن البديل الثانى أكثر أمناً، ويحمل تهديدات أقل من القرار الأولى، فهنا يوازن المدير بين الأداء فى تحقيق الغايات وعواقب البدائل وليس هذا جمعاً وطرحاً وإنما مسألة حكم وتقدير.

ومتى استقر الأمر على بديل كقرار من الضرورى ضبط الآثار الناجمة عنه بمنع العواقب السلبية وبالمتابعة، فبمجرد البدء فى تنفيذ القرار تصبح كل عاقبة سلبية مشكلة محتملة، ولذلك لابد من محاولة تحاشيها قبل حدوثها بتحليل أسبابها الممكنة واتخاذ أفعال وقائية للقضاء على هذه الأسباب، أو إذا فشل فى القضاء على سبب ممكن؛ فقد يتخذ فعل طارئ لمواجهة المشكلة المحتملة، وحتى يضمن المدير التنفيذ عليه:

- أن يضع الضوابط وإجراءات موافاته بالتقارير حتى يعرف مدى التقدم فى الخطوة على ضوء جدولتها،

- أن يتابع أوامره ليعرف أنها وصلت وفهمت،

- أن يحدد مسئولية تنفيذ أوامره، ويتأكد من أنها مفهومة،

- أن يحدد مواعيد لتقديم التقارير يقيس فيها ما تم من الفعل،

- أن يقيم نظام تحذير يخبره أبكر ما يمكن بما يواجه الخطة من مشكلات.

ويمكن أن نسمى التحليل الذى يتم لإيجاد الأفعال الاقتصادية والمجدية التى يمكن اتخاذها فى مواجهة الأسباب الممكنة للمشكلات التى لم تحدث بعد بـ "تحليل المشكلة المحتملة"، وهو يمكن المدير من عمل أحد شيئين: منع المشكلة المحتملة من الظهور، أو التعايش معها بتقليل آثارها، ولا يمكن إنكار أهميته "فجرام من الوقاية أفضل من كيلوجرام من العلاج"، ولكن نادراً ما تطبق هذه القاعدة، ولعل أهم عقبات تطبيقها أن المديرين أكثر اهتماماً بحل أو تصحيح المشكلات اليومية من منع أو تقليل مشكلات الغد، ولا عجب فنظم المكافأة والترقى تثيبُ من لهم أفضل سجل فى حل المشكلات الجارية، ونادراً ما يثاب من يقوم بعمل وقائى، والأسوأ أن يثاب المرؤ على غير عمل من هذا أو ذاك النوع كالترقى بالأقدمية فقط، ومنها ميل المديرين إلى تجاهل العواقب الفيصلية للفعل إما لأنها غير مرغوب فيها أو لأنها غير مرئية مباشرة، وأيضاً قناعة المدير أو صانع الخطة بأن أى خطة له جيدة أو بأنه لولا أنها مجدية ما قدمها منذ البداية، فلا يسأل: "ما الخطأ الذى يمكن أن يحدث؟" فمن الصعب عليهم تعود فكرة البحث عن المشكلات المحتملة، ومنها أيضاً ميل الناس إلى اعتقاد أنهم يفهمون جيداً وتماماً كل مضاعفات الخطة، فقد يشعرون أنهم متفقون على القصد منها ولا حاجة للمزيد من فحصها، فلا يدركون المشكلة المحتملة إلا بعد أن تقع فتأخذ شكلاً ومضموناً.

تحليل المشكلة المحتملة

ويتطلب تحليل المشكلة المحتملة اقتراباً مختلفاً عن "تحليل المشكلة" الذى ناقشناه، ففى تحليل المشكلة حدث السبب، ويبحث المدير عن سبب واحد يحدد على ضوئه الفعل التصحيحى، وفى تحليل المشكلة المحتملة لم تحدث بعد الانحرافات وأسبابها؛ فهى ممكنة الحدوث فقط، ويبحث المدير عن الأفعال التى تحول دون حدوث الأسباب، فأى المشكلات المحتملة من أى الأسباب؟ هذا ما قد يبدد ما يقرره المدير من أفعال، ولعل الأسئلة التالية تعين المدير.

1. ما الخطأ الذى يمكن أن يحدث؟ خطة الفعل الذى يقوم به المدير سلسلة من "ما يجب"، من نقاط الأداء يفترض أن تحدث أشياء معينة عند كل منها، وإذا فحص المدير كلا منها يمكن أن يجد العديد من المشكلات المحتملة، ومن مصادرها:

- أين تتم محاولة عمل جديد أو معقد أو غير مألوف،

- متى تكون تواريخ الانتهاء ضاغطة،

- متى يكون التتالى فيصلياً أو له أثر على الأنشطة والأشياء الأخرى،

- متى ينخرط فى الأشياء أكثر من شخص أو وظيفة أو قسم،

- أين يتعذر إسناد المسئولية أو لا يقع فى مجال اختصاص المدير.

2. ما هى كل مشكلة بالتحديد؟ فالمطلوب وصف دقيق لكل مشكلة محتملة لمعرفة ما هى، أين ستحدث، متى ستحدث، وبأى درجة، ولا يحتاج المدير هنا إلى الاهتمام بـ "ليست هى" فهو لا يحاول الكشف عن سبب مشكلة حديث (قائمة فعلاً).

3. ما درجة المخاطرة فى كل مشكلة؟ فلا يتوقع أن يتعامل المدير مع كل مشكلة محتملة يكتشفها، فلابد أن يستبعد الأقل مخاطر، وأن يرتبها على أساسين: درجة خطورتها إذا حدثت، واحتمال حدوثها، وكما فى الشكل سيجد أن بعضها خطير جداً، فهى مصيرية بالنسبة لنجاح القرار ولابد من عمل شىء إزاءها، وبعضها خطير ولكنه ليس مصيرياً فقد تعرقل القرار ويرى عمل إزاءها، وبعضها قليل الخطورة فمخاطرة محدودة ومحسوبة إلا أنه مزعج، ويمكن الفشل فى عدم إدراك أو تجاهل مشكلة مصيرية.

4. ما هى الأسباب الممكنة لكل مشكلة؟ لا يستطيع المدير القيام بتحليل للكشف عن الأسباب كما فى تحليل المشكلة لأن الأسباب لم تحدث، وإنما يستطيع وضع قائمة بكل الأسباب الممكنة التى يراها للمشكلة اعتماداً على خبرته وتقديره، وقد لا يحدث العديد منها أبداً، ولا سبيل لمعرفة هذا.

5. ما احتمال حدوث كل سبب ممكن؟ وهنا يعتمد على خبرته وتقديره، فيرتب الأسباب تبعاً لاحتمال حدوثها.

6. كيف يمكن منع السبب الممكن أو تقليل آثاره؟ العمل الذى يستطيع المدير القيام به هو فعل وقائى يمنع حدوث السبب الممكن تماماً أو يقلل احتمال حدوثه.

7. كيف يتعامل المشكلات المحتملة الأكثر خطورة؟ لا يستطيع المدير الاعتماد على الأفعال الوقائية للتخلص من أسباب المشكلة المحتملة الأكثر خطورة وإنما عليه أن يعد أفعالاً طارئة تتخذ متى ظهرت المشكلة مباشرة، فإذا وجد فعل وقائى رخيص التكاليف فقد يتخذه على أمل أن يصبح الفعل الطارئ غير ضرورى، أما إذا أصبح الفعل الطارئ ضرورياً فلابد من حالة الاستعداد باستمرار، ولا يلجأ المدير إلى الفعل الطارئ إلا إذا كانت المخاطرة كبيرة وتكاليف الفشل باهظة عند نقطة معينة.

قراءات فى حل المشكلة

Abendroth, W. W., 1956, “The Research and Decision Making Process”, in: Jesse Shera et al., Documentation in Action, New York: Reinhold: 42 – 53.

مقالة تحاول وضع الخطوات التالية لصنع القرار فى إطار رياضى منطقى: (1) تحليل منطقة القرار للكشف عن العناصر العملية (2) وضع معيار للتقويم (3) تقدير المعلومات المعروفة وتصحيح التحيز (4) عزل العوامل غير المعروفة (5) إعطاء العوامل المعروفة قيماً إمبريقية (6) إسقاط الآثار النسبية الغاية وتوليفها فى مسار للفعل.

Cooper, Joseph D. 1961, The Art of Decision Making, Garden City, N. Y.: Doubleday.

يشبه كتب الطهى، فيعلم القارئ كيف يعملها، ولا يقدم نظرية أو منطقاً لحل المشكلة وصنع القرار، ويقدم قائمة من القواعد والمسلمات والتحذيرات والإرشادات، ومن الأسئلة التى يثيرها من يحل المشكلة: هل المشكلة مفهومة جيداً؟ هل هى مشكلة حقيقية؟ هل يشعر حقاً بالمشكلة؟ هل أنت الشخص المناسب لفحص المشكلة؟ هل لديك عقل متفتح؟ ولا يقدم الكاتب إجابات أو طرقاً للإجابة.

Gabriel, H. W. 1961, Techniques of Creative Thinking for Management, Englewood Cliffs, N. J.: Prentice-Hall.

يعرف التفكير الخلاق بأنه حل المشكلات باستخدام "تكنيك متعدد العقول" أى اللجنة، فهو "جماعة من العقول تجتمع معاً وتعمل متزامنة وجماعية"، ويعتقد أن أفضل اقتراب هو اكتشاف طريقة جديدة تماماً لعمل الأشياء عندما تظهر مشكلة وهذه معالجة مصطنعة للإبداع وحل المشكلة.

Maier, Norman F. 1963, Problem – Solving and Conferences, New York: McGraw-Hill.

يقدم حل المشكلة بالمناقشة فى مؤتمر، ويقدم بعدين للقرار الفعل: نوعيته وتقبله، ويناقش دور القائد (المدير) فى نجاح المؤتمر.

Kepner, Charles H. & Tregoe, Benjamin B. 1965, The Rational Manager: A Systematic Approach to Problem Solving and Decision Making, New York: McGraw-Hill.

يقدم المقارنة بين حل المشكلة وصنع القرار.


الموقع

بيانات شخصية

المقررات الدراسية

التحليل السياسي

البحوث العلمية

إعادة بناء المشروع العلمي لأفلاطون

مشروعات المجتمع الجديد

أنباء وآراء

واحة التدريب

El Sayed A.M.A. Ghanem
Copyright © 2001 by Ghanem. All rights reserved.
Revised: 15 Oct 2001 22:38:23 .
Retrieved: